ولدت القديسة مارينا في القرن الثالث للمسيح في مدينة بيسيدية في كليكية، كان أبوها أداسيوس أحد كهان الأصنام، ماتت أمها عقب ولادتها فسلمها أبوها إلي إحدى المرضعات في ضواحي المدينة لتعنى بأمرها و بتربيتها، و كانت تلك المرضعة إمراة مسيحية فزرعت في قلب مارينا المبادئ المسيحية، و قبلت سر العماد فعلم بذلك أبوها و حاول أن يقنع إبنته على الكفر بإيمانها فلم يستطع فأعادها إلي المرأة التي أرضعتها و ربتها حتى لا يصير سخرية في أعين الناس بسببها فعادت مارينا و عاشت في ضواحي أنطاكية بعيدة عن الأنظار ترعى الغنم نظير سائر البنات القرويات. أعلن ذيوكلسيانس و مكسميان الإضطهاد على الكنيسة و جاء الوالي ألمبريوس إلي أنطاكية ليفتك بالمسيحيين، فالتقى بطريقة بمارينا و هي ترعى الغنم مع رفيقاتها فأعجب بها ، و أرسل و أحضرها و سألها عن نسبها فأخبرته و قالت أنها آمنت بالمسيح فغضب الوالي و حاول إقناعها بالعودة إلي عبادة الأوثان فرفضت فأمر بوضعها في سجن مظلم و منعوا عنها الغذاء و الماء أملا في أن يلين عودها و تعود عن إيمانها، و في اليوم التالي أعادها الوالي للمثول أمامه و جمع مجلسه و إجتمع الناس ليروا ما يكون وسيلة ليثنيها عن إيمانها فلم يستطع فبدأ بتهديدها و لكنها لم تتراجع عن إيمانها فأمر بجلدها، فجلدت جلداً عنيفاً حتى تمزق جسدها و سالت دماؤها و بقيت ثابتة في إيمانها فازداد الوالي سخطاً و زاد في تعذيبها فعلقها في الهواء و أخذ الجند يمزقون جسدها بمخالب حديدية و بأمشاط حادة مسننة حتى تساقط لحمها و ظهرت أحشاؤها فارتاع الحاضرون و أغمضوا عيونهم، أما هي فبقيت ثابتة و لم تستسلم و كان ملاك الرب يشجعها و يقويها فأنزلوها و أعادوها إلي سجنها و أغلقوا الباب عليها فترأى لها الشيطان بهيأة تنين هائل ينفث عليهم من فمه ناراً مستعرة و يتظاهر بالهجوم عليها ليفترسها فلجأت إلي الصلاة و رسمت إشارة الصليب فإنهزم، و بينما كانت تقاوم و إذ بنور سماوى يملأ السجن و في وسط النور يظهر صليب، و سمعت صوتاً يشجعها و يقويها، و في الغد أعادها الجند إلي الوالي فابتدرها بالتهديد فم تخف فأمر بها فعروها من ملابسها و رفعوها بالحبال و جلعوا يحرقون أعضاءها بالنار عضواً عضواً ليزيدوا في عذابها و يحملوها على التسليم فكان الرب معها و ألجم النار عنها فاستشاط الوالي غضباً فأمر الجند فأتوا بحوض كبير و ملأوه ماء ساخناً جداً و قيدوا يديها و رجليها ووضعوها فيه لتختنق و تموت أما هي فصلت فسقطت الحبال عنها ووقفت على رجليها في وسط الماء سالمة معافاة و إبتدأت بتبشير الحضور بإسم الرب يسوع المسيح فآمن الكثير منهم، فخاف أليمبريوس من وقوع فتنة بين الشعب فأمر بضرب أعناق الذين آمنوا الذين آمنوا بالمسيح أما هي فقادوها إلي خارج المدينة خوفاً من معجزة جديدة تقوي إيمان الشعب و هناك جثت وصلت و ضربوا عنقها و طارت نفسها إلي الأخدار السماوية حيث قبلها المسيح وضمها إلي بتولاته الشهيدات القديسات وكان ذلك سنة "270م".
تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية في تذكارها في اليوم السابع عشر من شهر تموز شرقي (30 غربي) من كل عام .